تزايد حالات الطلاق والقتل بسبب المخدرات حيث نجد أن هناك العديد من الزوجات يقفن في محاكم الاسرة. وكل الذي يتردد على ألسنتهم هو إن الإدمان خرب بيتي ودمر حياتي. ونجد الآلاف الزوجات يقولون نفس السؤال زوجي مدمن ولا أعرف كيف أتصرف؟ ويصل الحال بهم في نهاية المطاف إلى الطلاق. وقد نشهد أيضًا العديد من حالات القتل والتي تنتج عن وقوع الشخص القاتل تحت تأثير المخدرات.
تزايد حالات الطلاق والقتل بسبب المخدرات
لم يتخيل الشخص المدمن عند بداية إدمانه أن من الممكن أن يصل به الحال في نهاية طريق الإدمان إلى أن يصبح قاتل ويسجن. أو تتفكك أسرته ويطلق زوجته ويبعد عن أولاده. فيظن في بداية الأمر أن كل الموضوع للمتعة والسعادة وألا يوجد شيء يستطيع أن يتحكم في حياته. ولكن في حقيقة الأمر يجد نفسه سجين لهذه المادة المخدرة التي أدمن عليها وتجعله يقوم بالكثير من التصرفات الخاطئة التي ستصله إلى الندم الشديد فيما بعد. ولن يفوق ويعرف مساؤى الطريق الذي اختاره إلا بعد فوات الأوان.
دائمًا نسمع عبارة إن كل باب بيت مغلق يكون وراءه الكثير من المشاكل والأسرار. ولكن دائمًا نجد لكل مشكلة حل، ولكن تكمن الكارثة عندما تجد الزوجة أن زوجها مدمن للمخدرات. وتعد واحدة من أصعب الابتلاءات التي من الممكن أن تقابلها المرأة وتختبر فيها صبرها وقوتها. بعد أن تجد أن بيتها ومسكنها الآمن الوحيد لها قد تحول إلى أكثر مكان مخيف فى الحياة وهى تعيش في منزلها مع رجل أصبح مدمن ومن الممكن أن يتحول في أي لحظة لوحش نتيجة تأثير المخدرات ويؤذيها هي وأطفالها.
كل ذلك بجانب تحملها متاعب الحياة بمفردها وتحمل مسئولية الأبناء بعد أن ضياع الزوج في طريق المخدرات. و فضلًا عن نظرة الأبناء لوالدهم بدلا من أن يصبح قدوة ومثال صالح لهم، أصبح مصدر يسبب الخجل لهم من منظره وإدمانه وخوفهم من المجتمع عندما يعرف أن والده مدمن. وينتهي بهم المطاف أما بطلاق الزوجة وتفكك الأسرة أو قد يقتل الزوج وهو تحت تأثير المخدرات زوجته أو أبنائه وهذا ما شهدناه كثير في المحاكم.
مشكلة إدمان المخدرات
تعد ظاهرة إدمان المخدرات من أخطر المشاكل التي تهدد جميع دول العالم اليوم. وتوضح نتائج بعض الدراسات إلى زيادة أعداد متعاطي المخدرات وبشكل خاص ارتفاع الأعداد في النساء. بالاضافة الي انخفاض أعمار المتعاطين إلى ما دون 15 عامًا.
وتتركز مشكلة الإدمان في فئة الشباب، ويعد هذا من أكثر المؤشرات خطورة في أي مجتمع لأن استهداف الشباب في أي مجتمع يعني انهياره.
ويعرف الإدمان بشكل عام على أنه هو تعاطي بعض المواد التي من دورها عمل التبعية النفسية أو الجسمية. ويطلق على هذه المواد اسم المخدرات لأن لها القدرة على تخدير وتعطيل الجانب النفسي للمدمن. ومن أنواعها الحشيش والكوكايين والهيروين.
وتعرف منظمة الصحة العالمية الإدمان بأنه حالة من التسمم المتقطع أو المزمن. يكون ناتج عن استعمال أو تناول دائم لأي نوع من أنواع المخدرات، سواء كان طبيعي أو صناعي. كما يتم تعريفه على أنه حالة عضوية ونفسية تكون ناتجة عن تفاعل جسم الفرد مع العقار. ومن النتائج التي تحدث بناءًا عن تناول العقار هو الإحساس الملح على المتعاطي بالرغبة في تناول المخدر باستمرار وبشكل دوري وذلك من أجل الشعور بآثاره النفسية.
ومن أجل تجنب الأعراض المؤلمة التي تنتج عن عدم أخذ الجرعة المعتادة من المخدر. وقد نجد الشخص المتعاطى مدمن على أكثر من مادة في وقت واحد. والأنواع التي تكون في قائمة الإدمان هي المشروبات الكحولية والمخدرات. مثل الأفيون وجميع مشتقاته والكوكايين والحشيش والعقاقير المختلفة. وبعد أن يحدث للفرد المدمن حالة المتعة التي تنتج عن تناول المخدر بمجرد انتهاء مفعوله. يبدأ أن يشعر بالأعراض الجانبية والأوجاع ويحتاج إلى أخذ جرعة أخرى من المخدر لكي تزول هذه الآلام ويحاول توفيرها بأي طريقة من الممكن أن يصل إلى القتل لتوفير هذه المادة.
أسباب الإدمان
ونتيجة تزايد حالات الطلاق والقتل بسبب المخدرات يجب أن نبحث عن الأسباب التي تدفع الفرد إلى إدمان المخدرات. وهناك عدد كبير من الأسباب التي تدفع كل من الأطفال والمراهقين والشباب وكبار السن إلى الإدمان ومن هذه الأسباب ما يلي:
- عدم الوعي ومعرفة أضرار المخدرات وما تنتجه من عواقب.
- الفضول الذي يكون عند الفرد وخاصة في مرحلة المراهقة التي تتميز بالكثير من التقلبات الجسدية والنفسية والتي تدفعهم إلى تجريب شيء جديد لمعرفة آثاره التي يسمعون عنها من متعة وسعادة.
- قد ينتج الإدمان عن ضغط الرفاق وأصدقاء السوء، وفي أغلب الحالات يكون الإدمان ناتج عن الوجود في تجمع أصدقاء سوء يدفعون الفرد على شرب المخدرات.
- ضعف قدرة المراهق على مواجهة مشكلاته وحلها فيلجأ إلى الإدمان للهروب من هذه المشكلات وخاصة في غياب الجو الأسري المستقر.
- كذلك أساليب التربية الخاطئة التي يتبعها الأهل مع أطفالهم أما بالتدليل الزائد عن الحد، أو بالتعامل القاسي وانعدام الحوار بين الأبناء ووالديهم.
- كثرة الأموال أو قلتها والحالتين لهم تأثير سلبي على الشخص.
- عدم شغل أوقاتهم بهوايات أو أنشطة وبالتالي زيادة وقت الفراغ مما يدفعهم إلى الإدمان للتخلص من حالة الفراغ التي لديهم.
- الفشل الدائم على سبيل المثال عدم النجاح في المدرسة أو الجامعة، عدم إيجاد فرص عمل، فشل علاقة عاطفية وغير ذلك من مشاكل الحياة التي من الممكن ان يفشل فيها الفرد وتدفعه إلى الإدمان.
- أحيانًا يلجأ الفرد إلى الإدمان لكي يهرب من الواقع ومشكلاته. قد تكون هذه المشاكل أسرية، أو تتعلق بالعمل أو بالمادة أو بالحب.
- الانتشار المتزايد في كل دول العالم للأماكن الليلية المشبوهة وغير المراقبة، وذهاب المراهقين الأقل من 18 عامًا إلى هذه الأماكن، وخاصة أنها أصبحت قريبة من الأماكن السكنية والمدارس وأماكن التجمعات.
آثار الإدمان على الفرد والمجتمع
تزايد حالات الطلاق والقتل بسبب المخدرات ليس النتيجة الوحيدة التي تنتج عن الإدمان. حيث يعد الإدمان آفة تعاني جميع المجتمعات منها وتنعكس بشكل سلبي على المدمن وتؤدي إلى العديد من الأضرار النفسية والاجتماعية والصحية التي تدمر المدمن والمجتمع بشكل كامل. فيما يلي أهم أضرار إدمان المخدرات التي تؤثر على المجتمع والفرد:
- يكون الشخص رافض لجميع قيم المجتمع.
- الشخص المدمن في حالة تحدي دائم مع الأسرة والمجتمع.
- يكون لديه انحراف سلوكي وجنوح على سبيل المثال الرغبة في القتل، السرقة، الاغتصاب، وغير ذلك من الأعمال الإجرامية.
- تزايد نسب الطلاق والتفكك الأسري وزيادة المشاكل العائلية.
- عدم الشعور بالذنب إذا أساء تجاه شخص ما.
- تدهور الدول نتيجة ضياع الطاقات الشابة التي تعتبر أساس تقدم أي دولة.
- ظهور الأمراض النفسية والعقلية نتيجة الإدمان مثل اضطراب الذهان، ومرض الاكتئاب، والقلق، والهلوسة.
تزايد حالات الطلاق والقتل بسبب المخدرات حيث أصبح الإدمان خطر يؤرق جميع الشعوب وانتشاره يؤدي إلى انهيار الأمم. لذلك يجب العمل على التوعية الدائمة بأضرار المخدرات والأسباب التي من الممكن أن تدفع الفرد في طريق الإدمان.