الإدمان هو سلوك نفسي متعلق بصاحبه و ليس كما يعتقد البعض أنه متعلق بمواد مخدرة أو عقاقير. فالادمان كسلوك له وجوه كثيرة و طرق مختلفة و مخاطر عديدة.
و برغم أن أكثر الهواجس التي تشغل فكر الأهل هو وقوع أبنائهم فريسة إدمان المخدرات أو المشروبات الكحولية والتدخين. إلَّا أن إدمان الألعاب الإلكترونية أو التلفاز أو إدمان الجنس ليس أقل خطورة. لأن الخطورة تكمن في الإدمان نفسه بغض النظر عن موضوع الإدمان
و من هنا تجد أن َالكُحول والكوكايين والنيكوتين.. جميعها تُشبه لعب القُمار، ممارسة الجنس، حُب التسوق و”إدمان العصر” الإنترنت.. تصور! كلها سلوك نفسي غير سوي و هو ما أُصطُلح على تسميته إدمان.
و هذا يؤكد خطأ الاعتقاد السائد عن الإدمان فهو حالة مرضية سلوكية لا تتعلق فقط بالمخدرات. وإنما تتعلق بالسلوك والاعتمادية النفسية التى تنشأ عند الشخص عند ممارسة هذا السلوك.
و تعتبر مشكلة الإدمان مشكلة عالمية ذات جوانب متعددة، ولا تختلف في ذلك أية دولة سواء كانت متقدمة أو نامية.
تعريف الإدمان .. ما هو ؟
لغوياً يعني الإقبال والتعود على شيء معين. ويقال عن الإنسان مدمن أو أدمن الشيء أو العادة إذا واظب عليها باستمرار ولازمها بصفة قهرية.
و الإدمان ( Addiction) تعريفه بشكل عامّ هو عدم القدرة النفسيّة والجسديّة على التوقف عن استهلاك مادّة معيّنة. مثل؛ المواد الكيميائيّة والعقاقير غير القانونيّة، أو القيام بنشاط وسلوك معيّن. لا سيّما عندما يؤدي ذلك إلى السعي القهري أو الهوس للحصول على الشيء بصرف النظر عن العواقب حتى لو تسبّب للفرد بالأذى النفسي والجسدي. ويعود السبب في هذه الرغبة الشديدة لدى الفرد إلى وجود خلل مزمن في النظام الدماغي الذي يهتم بالحصول على الأشياء والتحفيز والذاكرة.
كما يمكن تعريفه كمرض مزمن يتفاقم عندما يتعاطى الشخص مواد من شأنها أن تكون لها طبيعة ادمانية مثل “الكحول والكوكايين والنيكوتين”. أو فعل أى نشاط يكون ممتعًا بدرجة معينة مثل “القمار والجنس والتسوق”. حيث يصبح الإدمان سلوكًا قهريًا يتعرض فيها جسم المتعاطي لعملية بيولوجية تحدث نتيجة إفرازات معينة فى الدماغ. سواء بسبب المواد المخدرة أو بفعل سلوك يعود عليه بالمتعة واللذة. ويكون سلوكهم خارج عن السيطرة ويتسبب فى مشاكل لهم وللآخرين.
تعريف الادمان بالنسبة للطب
هو مرض نفسى سلوكى لذا لا يكون علاجه فقط علاج جسدي فى مستشفى أو مركز لسحب السموم. إنما يجب التعامل معه على أنه مرض نفسى يحتاج إلى إعادة تأهيل نفسى و سلوكى. وذلك للوصول بالمريض إلى مرحلة التغير النفسى السلوكى الذى يحتاجه للتعافي. وأن يعود فردًا منتجًا فى مجتمعه دون أن يتعاطى المخدرات.
فبالنظر لحال الكثير من مدمنين المخدرات يشعرون بهذا الخواء عندما يمتنعون عن التعاطي. ويحاولون أن يعوضوا هذا الخواء الروحى والنفسى بطرق كثيرة فمثلًا بتغيير المادة المخدرة أملًا منهم أن يتوقفوا عن التعاطي. أو بالسفر، أو بالزواج أحيانًا، وأيضًا تتدخل الأسرة فى كثير من الأوقات لإكمال الزواج. آملين أن يكون سبب فى شفاء وتعافي ذويهم من المخدرات، ولكن بعد فتره يكتشفون أنهم فشلوا. وأنهم فقط استبدلوا المخدرات و السلوك الادمانى بشئ أخر مؤقت. ويرتدون إلى الأنماط السلوكية مرة أخرى، وفى كثير من الأوقات تكون أشد عنفًا.
ولذلك يجب على كل من وقع فريسة للإدمان أو المخدرات. أن يبحث عن مركز أو مستشفي لعلاج الادمان تمارس برامج التأهيل النفسى السلوكى. لأنه ثبت بالتجربة أن أنجح طرق العلاج و التعافي نهائيًا منه هو العلاج السلوكي و النفسي.
أنواع الإدمان
هناك نوعان رئيسيان، هما الإدمان على المواد، والإدمان على السلوك.
يُعدّ إدمان المواد (بالإنجليزيّة: Substance addiction) أو إدمان العقاقير غير القانونيّة هو اضطرابًا عصبيًا نفسيًا معقّدًا. يتمثّل بالرغبة المتكرّرة لتعاطي المواد المخدّرة أو الكحوليّة بشكل قهري. وذلك بالرغم من العواقب المؤذية للفرد والتي قد تؤدي إلى خلل واضح في الحياة اليوميّة والتي تشمل: فقدان الوظيفة، و خسارة العلاقات الاجتماعية، وتدهور الصحّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من الإدمان يتقدّم ويتطوّر مع الوقت، ويحتاج إلى العلاج من قبل المختصّين.
أبرز الأمثلة على المواد التي يمكن الإدمان عليها:
- الماريجوانا (بالإنجليزيّة: Marijuana)،
- والحشيش.
- المسكّنات الأفيونيّة.
- المنشّطات مثل؛ الميث أو الميثامفيتامين (بالإنجليزيّة: Methamphetamine)،
- والكوكايين.
- الكحول.
- منتجات التبغ.
- استنشاق المذيبات والمواد المتطايرة مثل؛ الصمغ ومشتقات الوقود أو البترول.
٢) إدمان السلوك يتمثّل إدمان السلوك (بالإنجليزيّة: Behavioral addictions) أو الإدمان غير المرتبط بالمواد
و هو رغبة الفرد الشديدة في القيام بمجموعة من السلوكيات واعتماده عليها؛ حيث يشعر بأعراض الإدمان ذاتها ولكن دون استهلاك مادّة معيّنة. بل بالاعتماد على القيام بنشاط أو سلوك أو مجموعة من الأنشطة التي توفّر بعض المشاعر المريحة والمهدّئة، وأحيانًا النشوة والابتهاج لدى الفرد.
امثلة على إدمان السلوك
- لعب القمار.
- تناول الطعام.
- ممارسة التمارين الرياضيّة.
- مشاهدة التلفاز.
- ممارسة الجنس.
- مواقع التواصل الاجتماعي مثل؛ الفيسبوك.
- العمل إلى حدّ الوصول للإرهاق الجسدي، والذي يؤثر في العائلة والعلاقات والحياة الاجتماعيّة.
- التسوّق الذي يصل إلى حدّ شراء الأشياء التي لا يحتاجها الفرد، وعادةً يتبع ذلك الشعور بالذنب والخجل واليأس.
- الإنترنت سواء على شاشات الهاتف المحمول أو الحاسوب، ويتمثّل بقضاء ساعات في تصفّح الانترنت واللعب مع إهمال جوانب الحياة الأخرى.
الأعراض المختلفة
توجد أعراض كثيرة تظهر على الشخص المدمن ولكن أشهرها :
الاكتئاب
مع أن الاكتئاب يعتبر أحد دوافع تجربة المخدرات أو العادات السيئة التي تتصف بالإدمان. إلَّا أنَّه أيضاً يعتبر سبباً من أسباب الاكتئاب الحاد، بمعنى أن الاكتئاب سبب ونتيجة في آنٍ معاً.
حيث تشير الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب غالباً ما يلجؤون إلى تجربة أنواع مختلفة من المخدرات أو يدمنون على القمار أو الجنس. كذلك من يدمنون على المخدرات أو غيرها غالباً ما يعانون من الاكتئاب، حيث أن واحد من كل ثلاثة يتعاطون المخدرات والكحول يعاني من الاكتئاب.
الأرق وصعوبات النوم
يعاني المدمن من صعوبات النوم المختلفة، مثل القلق والأرق المزمن والنوم المتقطع على فترات، ونجد أن المدمن يعاني خلال اليوم من الكسل والخمول في ممارسة حياته اليومية.
العزلة و الوحدة
غالباً ما يفقد المدمن قدرته على الاندماج الاجتماعي، حيث تعتبر العزلة من أكثر الأعراض وضوحاً للإدمان. ويمكن أن يلاحظ الآباء إدمان أبنائهم على المخدرات من خلال تلك العزلة التي ستظهر عليهم بشكل متزايد.
حيث يميل المدمن للجلوس بمفرده كثيراً ولا يميل إلى الاحتكاك والتعامل مع الآخرين. بالإضافة إلى الجلوس أوقات كثيرة بغرفته المظلمة وخوفه الشديد من الانفتاح على المجتمع, ولكن عزيزي القارئ انتبه جيداً للفرق بين العزلة الطبيعية التي تبدو سمة من سمات المراهقة الطبيعية التي مرينا بها جميعاً والعزلة الناتجة عن تناول المخدرات.
إنفاق الكثير من الأموال
عزيزي القارئ عندما يطلب منك ابنك أموال كثيرة دون تبرير مقنع لإنفاق تلك الأموال فاحذر قد يكون ابنك أقبل على الإدمان. وعندما يتكرر طلب الأموال احذر أيضاً. وقد يلجأ المراهق لطلب الأموال لشراء مذكرات للدراسة أو للدروس الخاصة. في حين أنه ينفق على السجائر أو المخدرات أو غيرها، كذلك يعتبر فقدان أشياء ثمينة في البيت مثيراً للشك.
السلوك الإجرامي والعنيف
أخطر الأعراض هو تطور السلوك الإجرامي والعدواني. حيث نجد الشخص المدمن عصبياً للغاية في حال عدم قدرته على تأمين متطلبات إدمانه، وقد يلجأ إلى السرقة وقد يلجأ إلى القتل. وفي بعض الأحيان يدخل عالم تجارة المخدرات ليتمكن من الحصول على المخدرات. كما أن المدمن غالباً ما يفقد قدرته على المحاكمة العقلية، فقد يقدم على أفعال جرمية غير مبررة نتيجة فقدان الوعي والمحاكمة.
ملاحظات عن الأعراض المختلفة
- – لكل نوع من أالنواع أعراض خاصة، فالإدمان على السجائر ليس كالإدمان على الكحول.
- – هناك بعض الأعراض التي تشبه أعراض الإدمان قد تظهر عند المراهقين وعند من يمر بأزمة منتصف العمر، مثل العزلة أو تغيرات حادة بالمزاج أو تغيرات كبيرة في الأفكار والمعتقدات والسلوكيات، لذلك لا بد من التأكد من أسباب هذه الأعراض.
- – هناك بعض الأنواع التي قد لا تترك أثراً جسدياً يذكر، مثل الإدمان على القمار أو على ألعاب الفيديو، أو على الجنس.
– المخاطر الصحية خاصة إدمان العقاقير والكحول قد لا تظهر خلال الفترة الأولى
مخاطر الإدمان على الصحة
- – يؤثر إدمان المواد المخدرة والكحوليات بشكل مباشر على وعي الإنسان كما هو معلوم، وقد يكون التأثير منشطاً للوعي والتركيز كما هو الحال مع الكبتاجون، أو يؤدي إلى اضطراب وفقدان الوعي كما هو الحال مع الكحوليات.
- – يؤدي على الأمد الطويل لضرر كبير في خلايا المخ و تعزز فرص الإصابة بمشاكل عقلية وأمراض الذاكرة و الخرف المبكر. حيث يؤدي الإدمان على الأفلام الإباحية مثلاً إلى أذية في الدماغ.
- – يؤدي الإدمان على المواد المخدرة والكحوليات إلى تراجع أداء جهاز المناعة عند الإنسان وزيادة فرص الإصابة بالأمراض المعدية، ولكل نوع من أنواع المخدرات تأثيره السلبي على مناعة الإنسان.
- – يعتبر تعاطي المخدرات الوريدية التي يتم تعاطيها من خلال الحقن أحد أسباب انتقال فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز.
- – يؤدي الإدمان على المخدرات والكحوليات إلى مشاكل في الأعصاب قد تتطور لأمراض خطيرة.
- – يعتبر إدمان المشروبات الكحولية والمخدرات من أخطر العادات على صحة الكبد والبنكرياس.
- – بعض أنواع الكحوليات تساهم بشكل كبير في تغير شكل الجسم والحصول على دهون الكرش.
أسباب الإدمان
أولًا أسباب لها علاقة بالأسرة :
- مشاكل الوالدين
- انفصال أو طلاق
- وفاة أو أسر أحد أفراد العائله
- ادمان كحولي أو مخدرات
- عدم توفر ارتباط عائلي
ثانيًا مشاكل لها علاقة بالشخص نفسه :
- ضعف الايمان
- ضعف بقوة التحمل للأعباء و الضغوط الحياتية المتزايدة
- مستوى تعليمي متدني أو أداء متدني
- عدم تحقيق الطموحات
- عدم الثقه بالنفس
- الحزن و الكآبة
ثالثًا أسباب ظرفية :
- التجربه الأولى بسبب الفضول
- ثم تتكرر العمليه
- فقد العمل أو المدرسه
- الابتعاد عن العائله
برمجة الحياة الشخصيه للمخدر
ما هي مخاطر الإدمان؟
- تقلبات مزاجية عنيفة.
- المرور بنوبات اكتئاب.
- فقدان القدرة على التركيز.
- الهلوسة البصرية أو السمعية.
- إتباع السلوكيات العدوانية.
- الإصابة بأمراض خطيرة مثل الإيدز أو السكتة القلبية.
- الإجهاض أو تشوه الأجنة.
- تدني المستوى الدراسي أو المهني
مراحل العلاج من الإدمان
تتضمن مراحل علاج الإدمان عدة مستويات، لكن الأهم أن يدرك الشخص المدمن أن دوره خلال هذه المراحل أن يدرك كيف يتحكم في سلوكه الإدماني، ويكون محاط دوما بعوامل الدعم والمساندة، بعد أن يعي ويفهم مرضه بصورة صحيحة، ويعي ما الذي يمكن أن يجعله ينتكس مرة أخرى.
و يمكن تحديد مراحل علاج الإدمان في النقاط التالية :
- الاعتراف بوجود مشكلة، وتلك أول خطوة على الطريق السليم للعلاج، فالإنكار يجعلها تتفاقم وتزداد سوءا بمرور الوقت.
- اللجوء إلى طبيب نفسي متخصص في علاج أمراض الإدمان ليعمل على تحديد أسلوب وطريقة العلاج المناسبة، وهل هناك حاجة إلى التواجد في مركز صحي، أم يمكن البداية بمجموعة من الجلسات الفردية والجماعية.
- البدء بإزالة السموم أو الابتعاد عن السلوك الإدماني تدريجيا، مما يعني حاجة المصاب إلى المساندة لمواجهة أعراض الإنسحاب، التي تُشعر الشخص بالرعشة وفقدان الاتزان والاكتئاب والصداع، وبعض الأعراض التي تجعل الشخص في حالة غير متزنة نفسيا وجسديا، ويكون هناك أدوية لتطوير قدراته ومساعدته على فهم ذاته.
- الاجتماع في مجموعات المساعدة الذاتية مع أشخاص مروا بنفس التجارب، حتى يستمد كل منهم الطاقة الإيجابية لاستكمال مشواره مع التخلص من الإدمان، وتكون مصدر للتعلم من هذه التجارب والحصول على المعلومات.
- في بعض الحالات يفضل تواجد المصاب بالإدمان في بيئة منفصلة عن العالم الخارجي لفترة، بما يسمى مجتمعات علاجية، يتم إرشاده فيها للتعامل مع المرض وطرق التخلص منه، والتصدي لفترات الانتكاس. يحتاج الشخص المدمن من المحيطين إلى الدعم والمساندة والصبر، والتواجد في حالات الانتكاس، إلى جانب التقبل وعدم إسداء النصائح طوال الوقت واستبدالها بالاقتراحات.
- حتى يحافظ الشخص على ثباته وتعافيه، يجب أن يتجنب المواقف والأشياء التي قد تجعله يتجه للسلوك الإدماني مرة أخرى، ويلتزم بخطة العلاج، ويطلب المساعدة الفورية إذا لجأ إلى المواد المخدرة أو أعاد السلوكيات الإدمانية.
- بالطبع، يعاني مرضى الإدمان بصورة كبيرة، ويحتاجون دوما إلى المساندة، والإحساس بانهم مقبولين اجتماعيا