الفصام و هو ما يطلق عليه الانفصام العقلي او بالانجليزية Schizophrenia هو اضطراب حاد في الدماغ. يجعل الشخص المصاب به مشوهاً في طريقة التفكير و التصرف و يصبح غير قادر علي التعبير عن مشاعره. و غير قادر علي رؤية الواقع و الحقائق و يصبح لديه مشاكل مع العلاقات من حوله والمحيطين به.
الفصام هو المرض الاكثر تعقيدا بين كل الامراض النفسي الأخري. حيث يسبب لصاحبه الكثير من المشاكل بشكل عام سواء في عمله او دراسته او علاقاته. و يصبح غير قادر علي التعامل بشكل طبيعي مع الناس و المجتمع.
ما هو الفصام ؟
الفصام هو مرض مزمن يلازم المصاب طوال حياته لا يمن معالجته او الشفاء منه بشكل نهائي. و لكن يمكن السيطرة عليه تماما و محاصرته و السيطرة علي أعراضه عن طريق العلاج المناسب و المتابعة المستمرة.
الفصام ليس انفصاماً في الشخصية كما هو الشائع. و لكنه اضطراب في الشخصية لا يستطيع فيه المريض التفريق بين الواقع و الخيال. فهو يهيئ للمصاب ان العالم من حوله هو خليط أو مزيج من الأفكار و المناظر و النغمات ( كأنه في فيلم خيال علمي ).
و يكون السلوك الشائع لدي المصابين بالفصام غريبا جدا و مرعب احيانا. ويجعله هذا الشعور يفقد الصلة بالواقع تماما و هائم في عالم الخيالات و تسمي تلك المرحلة باسم “المرحلة الذهانية”.
أنواع الفصام
هنالك عده انواع من الفصام و تقسم حسب الاعراض الميزة لها و أهمها :
- فصام لا منتظم Disorganized schizophrenia : هو نوع من الفصام حيث يشعر المصاب به بالارتباك و مشاكل في الاتصال مع الآخرين. و يصبح غير قادر علي التواصل مع الناس و يعاني من تلعثم في الكلام. ينظر الناس اليهم من الخارج بأنهم عديمي الاحساس و المشاعر و انهم متبلدين. تبدو سلوكياتهم غير مفهومة و صبيانية و قد تبدو سخيفة و تافهه احيانا. مرتبكين و غير منظمين و متوترين و غير قادرين علي ادارة امور حياتهم بصورة سليمة و لا حتي في الامور العادية.
- فصام جامودي Catatonic schizophrenia : هذا النوع من الفصام يظهر علي المصاب أعراض جسدية واضحة و مميزة. فهو لا يستجيب للمؤثرات الخارجية من حوله و يظهر حركات معينة و محددة دائما و محدودي الحركة. فقد يظهر المصاب بهذا النوع نمطا حركيا مميزا و غريب مثل حركات الوجه الغريبة. أو حركة اليد او البقاء في وضعية جلوس معينة دون حركة (وضعية ثبات) و أوضاع و حركات غريبة احيانا. و قد لا برغب المصاب في الحركة أحيانا و البقاء في وضع الجمود (وضع صلب و متحجر). و دائما ما يجد صعوبة في الكلام او يكررون كلمة أو جملة أو تعبير معين قد صدر عن شخص بالقرب منهم. المصابون بهذا النوع من الفصام قد يميلون الي ايذاء نفسهم و يعانون من مشاكل كثيرة.
- فصام المطاردة (فصام بارنويد) : هو نوع آخر من الفصام يشعر فيه المصاب بانه مطارد و غارق في اوهام و خيالات انه ملاحق و مطارد دائما من قبل شخص معين او طرف معين. و مع ذلك تبقي طريقه تفكيرهم و مشاعرهم طبيعية جدا.
- فصام غير مميز : و يطلق هذا المصطلح علي نوع من أنواع الفصام التي تكون أعراضه غير مميزة و غير معروفة. تكون هذة الاعراض غير مفهومة و لا تعبر عن اي نوع من انواع الفصام المعروفة و التي ذكرناها سابقا.
أعراض الفصام الشائعة
هناك عده عوامل و اعراض تظهر علي مريض الفصام بدءا من التغيرات التي تظهر في شخصيته و التي تظهر في تصرفاته و أفعالة. و عند ظهور المرض للمرة الاولي يكون ظهور الاعراض فجائية و حادة.
يمكن تقسيم الاعراض الي ايجابية و سلبية. و ايجابية هنا تعني اعراض ظاهرة للاشحاص غير المرضي. و السلبية تعني أعراض غير ظاهرة للاشخاص الطبيعية
من الاعراض الايجابية :
- الاوهام و الهلاوس
- الارتباك و التوتر
- عدم القدرة علي الكلام بشكل طبيعي
- صعوبة التواصل مع الاخرين
- تلعثم في الكلام
- بطئ في الحركة
- عدم القدرة علي اتخاذ قرارات
- تكرار و عمل حركات و افعال لا ارادية
- صعوبة في التفكير و فهم الظواهر من حوله
اما في حالة الاعراض السلبية فتكون مثل :
- عدم القدرة علي التعبير علي المشاعر و لخبطة في الاحاسيس
- لخبطة في المزاج مثل الضحك عند سماع قصة حزينة بدل البكاء
- تفضيل العزلة و الانسحاب من الحياة الاجتماعية و العائلية
- فقدان الاهتمام و المتعة في الحياة
- اللجوء الي عادات صحية سيئة
- مشاكل اجتماعية سواء في العمل أو الدراسة
- المزاج المتقلب الحاد
- جمود في الاحساس و تبلد في المشاعر
العوامل المسببة للفصام
الي الآن لا يزال غير معروف المسبب الرئيسي للادمان. و لكن الفصام هو مرض حقيقي و له اساس بيوليجي له مثل السرطان او السكري. و لا ينشأ نتيجة فشل في التربية او ضعف في الشخصية او انتهاكات. لكنه مرض حقيقي له اساس بيولجي مثل الامراض الاخري المزمنة كمرض السكري و القلب.
قد تكون بعض العوامل المسببة للفصام كما قد كشف الباحثون هي :
- عوامل وراثية قد تكون هي السبب
- عمليات كيمائية تحدث للدماغ غير معروف اسبابها
- خلل في بنية الدماغ عند الحمل
- عوامل بيئية و اجتماعية تساعد في نشئة المرض
التشخيص الطبي
في حالة ظهور علامات او أعراض كالتي ذكرناها سابقا تدل علي وجود الفصام. يقوم الطبيب المختص بعمل فحص جسماني شامل و معرفة التاريخ المرضي و الطبي للمريض. و رغم عدم وجود فحص مخبري دقيق يؤكد اصابة الشخص بالفصام. الا انه يستطيع الطبيب عمل بعض الفحوصات المختلفة للدماغ و التي تعبر عن النشاط الغير طبيعي للدماغ عن طريق الاشعة السينية. و ذلك من أجل تأكيد الاصابة بالمرض أو نفيه في حالة تشابة الاعراض مع أ عراض مرض آخر.
و في حالة عدم قدرة الطبيب علي تأكيد تشخيص المريض بالفصام أو في حالة تشابه الاعراض. يتم توجيه المريض الي معالج نفسي أو أخصائي نفسي في مجال الصحة النفسية لتأكيد تشخيص المريض بالفصام من عدمه.
يجري الاخصائي النفسي أو المعالج بعض الجلسات مع الشخص و مراقبة أفعاله و ذلك بهدف تشخيص تصرفاته و ردود أفعاله. و في حالة تأكيد الأعراض لمدة طويلة عند ذلك الحين يشخص الطبيب الحالة بانه مريض فصام و يتم البدأ في اتخاذ بروتوكلات العلاج المعروفة.
العلاج و الوقاية
يتم البدأ في العلاج باستخدام بروتوكلات العلاج المختلفة و التي تهدف الي محاصرة المرض و التقليل من حده أعراضة. و ضمان عدم تكرار الاعراض مرة أخري أو رجوع المرض من جديد و ذلك عن طريق :
- العلاج الدوائي
- العلاج النفسي
- التأهيل السلوكي
- الجلسات الفردية
- العلاج الجماعي
- مجموعات الدعم و العلاج
- الاستفشاء في أحد الاماكن
- العلاج الجراحي في الدماغ
- التخليج الكهربائي
و يتم تحديد نوع العلاج اللازم للمريض بعد تشخيص و فحص الحالة جيدا من قبل الطبيب و المعالج النفسي. و الي اي مدي قد وصلت اليه الحالة أو تأخرت في العلاج.
لذلك يجب عليك اللجوء الي مركز أو طبيب متخصص في علاج الامراض النفسية في حالة ظهرت أي من هذة الاعراض. حتي تتجنب اللجوء الي الحلول الاصعب في العلاج كلما تأخرت الحالة.
هل يمكن الوقاية من مرض الفصام ؟
الاجابة علي هذا السؤال غير معروفة حتي اليوم. لا يتوفر حتي الآن علاج أو طريقة تمكنك من الوقاية من هذا المرض كغيرة من الكثير من الامراض التي تحدث فجأة.
و لكن عليك الانتباه انه في حين ظهور بعض الاعراض و العلامات الدالة علي الفصام. فيجب عليك الاسراع و التشخيص المبكر و ذلك لتفادي حدوث اي مضاعفات أو تأخر الحالة بشكل كبير. كلما اسرعنا في التشخيص و العلاج كلما تم السيطرة بشكل أكبر علي الاعراض.