كيفية سحب سموم المخدرات من الجسم حيث يكون المدمن وأسرته في خوف شديد من مرحلة سحب المادة المخدرة من الجسم. ويتساءلون هل سينجح سحب هذه المادة السامة من جسم المدمن. وكيف يتم سحبها، كل هذه الأسئلة تشغل بال المدمن وأسرته قبل البدء في عملية العلاج.
كيفية سحب سموم المخدرات من الجسم
هذه العملية تتم عن طريق إزالة جميع السموم التي تنتج من المخدرات من الجسم. وتعد عملية طبية يتم عن طريقها تنظيف الجسم بالكامل من المخدرات بطرق آمنة وناجحة. كما أنها تهدف إلى التخلص من المواد الأفيونية التي تكون بالجسم نتيجة إدمان المخدرات. بالاضافة الي المساعدة في التخفيف من حدة أعراض انسحاب المخدرات من الدم كنوع من أنواع المساندة التي تدعم المدمن من أجل استكمال البرنامج العلاجي وعدم التراجع والانتقال إلى المرحلة التالية.
وعلى الرغم من أننا نجد أن بعض المواد الأفيونية إن لم يكن أغلبها يتم تداوله بطريقة قانونية. إلا أنها من أكثر المواد التي إلى إدمان الفرد. حيث أن هذه المواد تندمج مع المستقبلات الأفيونية التي يكون مقرها الدماغ وينشطها من أجل أن توقف الألم وتزيد من إنتاج مشاعر الراحة والنشوة. وفي نفس الوقت يقومون بإعادة توصيل المخ بسرعة مما يؤدي إلى اعتياد المخ والجسم عليهم. وبالتالي يصبح الفرد غير قادر على العيش بشكل طبيعي بدونهم.
وإذا كان الفرد أصبح يعتمد على المواد المخدرة وأصبح مدمن عليها فإن في حدود من 6 إلى 12 ساعة تظهر الأعراض الناتجة عن الإدمان في حالة عدم أخذ الجرعة. وتسمى بعملية انسحاب المادة من الجسم، ولكن انها تختلف طبقًا لتأثير المادة على المريض بشكل كيميائي.
أعراض سحب المادة السامة من الجسم
كما ذكرنا هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على المدمن عند القيام بعدم أخذ الجرعة المعتاد عليها من المخدرات تسمي بالأعراض الانسحابية والتي تكون كالتالي:
- الشعور الدائم بالقلق.
- الآلام في المفاصل والعضلات.
- اضطرابات النوم والإصابة الأرق.
- التعرق الشديد.
- الإصابة بالمغص والإسهال.
- الشعور الدائم بالغثيان والقيء.
وكان الهدف الرئيسي في التخلص من السموم الأفيونية هي التخفيض من حدة هذه الأعراض. وكذلك من أجل أن نحافظ على حياة المدمن من أعراض أشد فتكًا به منها الهلاوس والاضطرابات النفسية. كما أن سحب المواد الأفيونية يزيد من نسبة عدم تعرض المدمن إلى الانتكاسة. كما أنه يساعد على تأهيله النفسي بشكل جيد مما يحافظ على قدرته على مواجهة أعباء الحياة باقي عمره دون اللجوء إلى المخدرات مرة ثانية.
التخلص من المادة السامة المخدرات
من الممكن طرد المادة السامة من الجسم بأكثر من طريقة، ويكون هذا بناءًا على درجة الاعتماد لدى المدمن. ومن الطرق المستخدمة في إزالة السموم من الجسم أخذ بعض الأدوية التي تؤدي إلى التخفيف من أعراض الانسحاب وإيقاف المواد الأفيونية تمامًا. كما يوجد العلاج السلوكي الذي يكون بجانب الأدوية المستخدمة في سحب المادة السامة من الجسم. ومن الأدوية التي تستخدم كمواد أفيونية المفعول منها البوبرينورفين والميثادون والسوبوتكس والزوبسولف والسوبوكون. كما يستطيع الأشخاص أخذ النالتريكسون إذا كانت الرغبة ملحة وشديدة.
يعمل الأطباء على الانتهاء من هذه المرحلة بسرعة والتي يطلق عليها سحب السموم الأفيونية السريعة. وفي أثناء تطبيق هذه العملية يتم وضع المريض تحت تأثير التخدير الوريدي مع وجود مراقبة طبية لحظة بلحظة. وتكون هذه العملية داخل مصحة متخصصة في علاج حالات الإدمان. والتخدير الذي يتم استخدامه في هذه الحالة من أجل أن ينام المريض أكثر وقت ممكن خلال فترة انسحاب المادة السامة، وبالتالي لا يعانون من الآلام الشديدة التي تكون ناتجة عن سحب المادة السامة.
وقد نالت طرق سحب المادة السامة من الجسم جدل واسع من الأطباء حول أن هذه الطرق آمنة فعلًا من أجل التخلص النهائي من المادة السامة التي تكون في الجسم. أما أن بعد خروج المريض من المصحة والعودة إلى منزله بعد انتهاء هذه المرحلة ستظل أعراض الانسحاب مستمرة والتي تشمل على حالة الشره التي تصيب المدمن والإحساس الدائم بالغثيان. كما أن يوجد احتمال التعرض للأعراض الشديدة والتي منها حدوث أزمة قلبية حادة ومن الممكن أن تصل إلى الموت، وذلك خاصًة لأن استخدام التخدير أثناء إزالة المادة السامة من الجسم يعد أمر خطير.
ومن الممكن من أجل منع حدوث الانتكاسة أن يتم استخدام النالتريكسون مع عدد من الأدوية الأخرى التي من دورها أن تقلل من الرغبة الملحة في التعاطي. حيث تعتمد هذه الأدوية على تعويد الجسم على تقليل الجرعات بالتدريج كما تعمل على التخفيف من أعراض سحب المادة السامة بطريقة أكثر يسر.
الوقت المستغرق لعملية التخلص من السموم
قد تكون هذه العملية متكررة في حالة حدوث الانتكاسة أكثر من مرة. وعلى الرغم من ذلك فإن عملية التخلص من السموم من الجسم تعتمد على مجموعة من العوامل ومنها ما يلي:
- نسبة الاعتماد الكيميائي التي وصل إليها الجسم على هذا المخدر.
- متى بدأ المدمن بتعاطي هذه المواد الأفيونية.
- ما هي الكمية التي قام المدمن بتعاطيها من المواد الأفيونية.
- كما أن يوجد دور أساسي لعامل العمر والوراثة في هذه العملية.
- صحة المدمن العامة حيث تتوقف سرعة العملية بناءًا على معاناته من أي أمراض أخرى.
- نوع المادة الأفيونية التي قام المريض بادمانها.
- طبيعة العملية التي سوف تستخدم من أجل سحب المادة السامة من الجسم.
- إذا كان المريض مدمن على أكثر من مادة.
كل هذه العوامل السابقة من دورها تحديد الوقت الذي يتم استغراقه في عملية سحب السموم من الجسم. ولكن بالتقريب يمكن أن تستمر هذه العملية عدة ساعات إلى شهر كامل حتى يبدأ الجسم في التعامل مرة أخرى بشكل طبيعي.
مراحل التخلص من سموم المخدرات
تكون أعراض الانسحاب معتمدة على طبيعة جسم المدمن. ولكن وضع الأطباء نموذج قريب من الأعراض التي تظهر بمجرد عدم أخذ الجرعة:
- من 6 إلى 24 ساعة عدم تناول أي مخدرات تظهر الرغبة الملحة في تناول المخدرات، زيادة الشعور بالقلق والاكتئاب، الشعور بالغثيان والقيء.
- ومن 36 إلى 48 ساعة من التوقف عن المخدرات نهائيًا يشعر المدمن بألم في المعدة والعرق الشديد وسيلان الأنف. تكون بعيون دامعة، الغثيان المستمر، وتعد هذه المرحلة من أصعب المراحل لأن هذه الأعراض قد تؤدي إلى حدوث الانتكاسة لذلك من الهام متابعة المدمن جيدًا في هذه المرحلة.
- من 48 إلى 72 ساعة بعد توقف المخدرات يشعر المدمن بالإسهال وعدم القدرة على النوم. كما يحدث الآلام في العضلات ورعشة، وهذه الرحلة القصوى لاستعمال الدواء، ولكن في بعض الحالات نجد أن يتم خفض استخدامه بشكل تدريجي. وتكون شدة الأعراض عند مرور 72 ساعة وبعد ذلك تبدأ الأعراض في انخفاض شدتها، كما ذكرنا هذه من أهم المراحل التي تحتاج إلى متابعة كاملة للمريض حتى لا يتعرض لانتكاسة مرة أخرى.
كيفية سحب سموم المخدرات من الجسم لقد وضحنا من خلال مقالنا كل الأمور التي تتعلق بهذه العملية والمدة التي تحتاجها وأنها من أهم المراحل في علاج الشخص المدمن.