نجد في العديد من الأحيان أن هناك سؤالا يراود أذهان الكثير منا. وهو هل علاج الإدمان في المنزل مناسب للجميع؟ وهل هو الأفضل أم العلاج في مستشفى الادمان أو المصحة المتخصصة في علاج الإدمان؟ وما الفرق بين الإثنين؟ كل هذه الأسئلة تدور بالأذهان ونود أن نجيب عليها من أجل معرفة الأفضل ومعرفة مدة العلاج وعوامل النجاح لكل منهما.
علاج الإدمان في المنزل
هناك العديد من المرضى الذين لا يستطيعون التواجد داخل المستشفى أو المصحة ولذا فيكون الأنسب لهم العلاج بالمنزل. وهو برنامج علاجي متميز تم تطويره من أجل العديد ممن يعانون من الإدمان، ومن لديهم أسباب تمنعهم من التواجد بالمستشفى.
يتم اللجوء لهذه الطريقة في علاج الإدمان في أضيق الظروف فقط، والسبب في ذلك أن نتائج العلاج المنزلي ونسبة التعافي من الإدمان في المنزل ضعيفة.
حيث يتمكن المريض من تلقي العلاج بالمنزل والتعافي من الإدمان في المنزل ولكن تحت شروط محددة. إلى جانب أن العلاج بالمنزل لا يتناسب مع جميع أنواع الإدمان فهناك أنواع لا يمكن التعامل معها بالمنزل على الإطلاق. ولابد من التواجد في هذه الحالات بالمستشفى أو مصحة الإدمان لكي يتم التعافى.
كيفية علاج الإدمان في المنزل
يتم علاج الإدمان في المنزل عن طريق مقابلة الفريق الطبي أولا من خلال زيارة المستشفى المتخصصة في علاج الإدمان من أجل شرح طبيعة الحالة لهم أولا.
ومن ثم يتم الإتفاق مع المستشفى من أجل إرسال فريق متخصص من الأطباء للتعامل مع الحالة بالمنزل ومتابعتها جيدا بما يتناسب معها من أدوية وطرق علاجية صحيحة، وفعالة.
عوامل نجاح علاج الإدمان في المنزل
لكل عمل نقوم به، فقد يكون له عوامل من أجل نجاحه وعوامل قد ينتج عنها فشله، ومن أهم عوامل نجاح علاج الإدمان المنزلي، ما يلي:
- لابد من توافر البيئة التي تساعد المريض على التعافي، ومن أهم ما يجب أن يكون بها استحالة لوجود مواد مخدرة يمكن أن تصل إلى يد المريض.
- الدعم النفسي من أهم العوامل التي تساعد المريض على التعافي من قبل العائلة والأصدقاء.
- لابد من التخلص تماما من الأدوات التي كان يستخدمها المريض أثناء التعاطي.
- توافر فريق علاجي قادر على أن يسيطر على كافة أعراض انسحاب المخدر لدى المريض ويمكنه التعامل بشكل فعال معها.
- وضع البرنامج العلاجي المناسب للمريض الذي يضمن عدم إيذاءه أفراد أسرته، وخاصة أثناء فترة أعراض الانسحاب التي يعاني منها المريض.
- أهمية الدعم الأسري للمريض وعدم انشغال الأسرة عنه وأعماله لأن هذا من أهم عوامل نجاح علاج الإدمان في المنزل.
مدة علاج الإدمان في المنزل
من الجدير بالذكر أن مدة علاج الإدمان لا يمكن توقعها وتحديدها بدقة لأنها تختلف من شخص لآخر تبعا لقدرته ونوع الإدمان لديه. ولكن بشكل عام فإن مدة أعراض الانسحاب لدى المريض يمكن أن تتراوح فيما بين 10 إلى 15 يوما. وهي المدة المعروفة باسم الديتوكس.
وأما عن فترة العلاج النفسي والسلوكي المدمن فقد تختلف أيضا من شخص لآخر. ولكنها تستمر بشكل عام فيما بين 4 إلى 6 أشهر مع كافة المدمنين.
وهناك ملاحظة لابد من ذكرها في هذه النقطة وهي، أن فترة العلاج النفسي والتعديل السلوكي لابد أن يتواجد المريض بين مشاركين آخرين في العلاج يكونون في نفس ظروفه. وهكذا لابنك أن تمر الفترة هذه بالمنزل. ولكن يجب أن يتابع المريض هذه الفترة في مصحة أو مستشفى لعلاج الإدمان لكي يتشارك من خلالها مع أقرانه ولذا فهذه المرحلة لا يسمح بها في المنزل.
علاج الادمان داخل مستشفى لعلاج الإدمان
تعتبر مستشفى علاج الادمان واحدة من أفضل الحلول المثالية من أجل التخلص من مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات. حيث يسبب الإدمان العديد من التأثيرات السلبية والأضرار الجسدية التي تلحق بالمدمن. وليس هذا وحسب وإتمام يوجد العديد من الأضرار النفسية التي تصيب المدمن إثر تناول المخدرات ولذا فلابد من الذهاب إلى مستشفى علاج الإدمان. و ذلك من أجل اتباع برنامج علاجي متكامل يساعد المريض على التعافي بشكل تام من هذا الإدمان. حيث تتبع المستشفى أفضل استراتيجيات علاجية في حالات الإدمان، تضمن نجاح البرنامج وتعاقب المريض.
كيفية علاج الإدمان داخل المستشفي
تضمن لنا مستشفى علاج الإدمان توافر كافة الإمكانيات التي يحتاج إليها المريض من أجل التعافي تماما من الإدمان، حيث توفر له:
- الفريق الطبي المتكامل الذي يقوم برعايته طبيا وتشخيص وعلاجيا.
- توفر استراتيجيات كاملة لبرنامج مثالي من أجل العلاج والتعافي الكامل.
- وقد يبدأ العلاج في المستشفى بمرحلة التقييم والتشخيص والتي لابد من القيام بها. وأن يمر بها المريض لأنه من الصعب أن يبوح بما لديه بسهولة. فمن خلال هذه المرحلة نتمكن من تقييم وتشخيص المريض جيدا ومعرفة أسبابه التي لجأ الإدمان من أجلها لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معه. وما إذا كان المريض يعاني من اضطراب نفسي او سلوكي أو غير ذلك.
- وبعدها المرحلة الثانية والتي تعد من أصعب المراحل التي يمر بها مريض الإدمان وهى مرحلة سحب السموم من الجسم. وهذه المرحلة من الصعب جدا تجاوزها وفي العديد من المستشفيات يلجأ الطبيب لاستخدام عقاقير طبية من أجل طرد السموم من جسد المريض. كما يخضع من قبل فريق طبي متكامل لفحص كامل، من أجل التعامل الصحيح مع حالة المريض.
- المرحلة الثالثة في العلاج هي مرحلة التأهيل النفسي والتعديل السلوكي. ومن خلال هذه المرحلة يمكننا معرفة أسباب المريض التي أدت به الإدمان وعلاجه نفسيا وتوعيته بمدى الضرر الواقع عليه من هذا الإدمان. عن طريق العلاج الدوائي، والجلسات الفردية والجماعية مع استشاريين في هذا المجال، ومن خلال وسائل الترفيه المختلفة.
- المرحلة الأخيرة، وهي الرعاية اللاحقة بعد العلاج، والتي يتم من خلالها متابعة المريض من أجل عدم تعرضه لانتكاسة، مرة أخري بعد العلاج، ومن أجل الوصول به لبر الأمان، وعدم الرجوع الإدمان مرة أخرى.
علاج الإدمان في المنزل أو علاج الإدمان في مستشفى، أيهما أفضل؟
من خلال ما سبق ذكره معنا من خلال السطور السابقة. فقد تبين لنا أن علاج الإدمان داخل المنزل سوف يحوله لمصحة صغيرة للإدمان. حيث يتواجد الفريق العلاجى طوال اليوم بالمنزل وفي حالة حدوث مضاعفات نلجأ إلى نقل المريض لمركز رعاية ولذا فإن علاج الإدمان المنزلي أمر في غاية الصعوبة.
كما أن نسبة نجاح العلاج في المنزل لا يمكننا مقارنتها بنسبة نجاح العلاج داخل مستشفى الإدمان المتخصصة والتي يتوفر لديها كافة الإمكانيات. والتي تكون بدرجة استعداد غير عادية، وأن المنزل مهما كان الاستعداد فيه لا يضاهي استعداد المستشفى ابدا.
ولذا فإننا يمكننا القول إن علاج الإدمان المنزلي لا يصح اللجوء إليه إلا في أضيق الحدود ومع الحالات التي يصعب أن تتواجد داخل مستشفى إدمان لتلقي العلاج. لأن الأفضل بالفعل هو العلاج داخل مصحة نفسية أو مستشفى علاج الادمان المتخصصة. التي تمتلك الاستعدادات الكاملة لتلقي البرنامج العلاجي المتكامل، وصولا بالمريض لمرحلة التعافي التام من الإدمان.